ولتاش يفيق من غيبوبته والتحقيق معه يبدأ اليوم
شهود: "ولتاش كان كريما وهادئا وطيبا"
كشفت مصادر موثوقة للشروق أن العقيد المتقاعد شعيب أولطاش،الذي دخل في الغيبوبة التامة منذ الخميس الفارط بعد إصابته بجروح خطيرة على مستوى الرجل اليسرى والكتف قد تحسنت واستقرت وضعيته الصحية منذ أول أمس، حيث أنه استفاق في حدود الساعة السابعة ونصف مساء، ومن الأرجح ـ تضيف مصادرنا ـ أن التحقيق في خلفيات وأسباب مقتل المدير العام للأمن الوطني العقيد علي تونسي سيبدأ اليوم مع الجاني.
وكانت الشروق قد تنقلت إلى بيت العقيد أولطاش الكائن بجنان الملك بوسط حيدرة، والذي يبعد عن منزل الضحية الراحل العقيد علي تونسي بحوالي 200 متر، ويفصل بينهما سفارة الأردن وقاعة الشاي بينو.
الوصول إلى بيت الجاني كان صعبا جدا نظرا للحراسة المشددة للمكان وتطويقه بفيالق من أعوان الشرطة التابعين لمختلف المصالح، منهم من هو على متن السيارات من نوع "طيوطا، سويف، سورانتو"، ومنهم من هو واقف حامل في يده جهاز الراديو، إلى أننا تمكنا من التسلل إلى المنطقة التي كانت شبه خالية من الراجلين سيرا على الأقدام بحجة زيارة العائلة مدعيين صلة القرابة مع عائلة أولطاش، وفعلا وصلنا إلى فيلته ذات اللون الأصفر وقبل أن ندق الجرس تحدثنا خفية عن مصالح الشرطة التي كانت تراقب كل تحركتنا مع بعض جيرانه الذين كشفوا لنا أن أعداد هائلة من الشخصيات والإطارات وكذا العائلات القريبة تتوافد يوميا على بيت الجاني، كما أكدوا لنا أن زوجته تذهب كل صباح في حدود الساعة العاشرة صباحا إلى المستشفى العسكري لعين نعجة أين يخضع زوجها المصاب للعلاج ولا تعود إلى بعد الساعة السابعة مساء، كما أكدوا لنا أن الجاني كان إنسانا طيب جدا ومعروفا بكرمه وحسن أخلاقه وهدوئه، كما صرح لنا أحد شباب القاطنين بمحاذاة منزل الجاني في الجهة اليسرى أن المغدور به العقيد تونسي كان يزوره رفقة زوجته بين الفينة والأخرى.
تقربنا من الباب الخارجي علنا نجد أحد أفراد أسرة أولطاش، دققنا الجرس فإذا بصوت رجل يرد علينا عبر الهاتف الخارجي ويسأل من نكون وبطبيعة الحال انتحلنا الشخصية، وادعينا أننا من العائلة ليضيف ذات المتحدث هل أنتم متأكدون؟ لنرد عليه بنعم بعدها مباشرة فتح لي شخص يقف وراءه شخص أخر يبدو من هندامهما أنهما من مصالح الأمن والاستعلامات لنسأله عن السيدة أولطاش أو أحد أفراد عائلته ليرد علينا أنهما حاليا في المستشفى لتفقّد مريضهم هناك، وطلب منا العودة لاحقا إذا أردنا أو ترك رقم هاتفنا ليمنح لأفراد العائلة عند عودتهم.
وقبل أن نترك المكان صرح لنا أحد رجال الأمن الذي يقف أمام سيارة مدنية تابعة للشرطة أن اللف والدوران في المنطقة سيجلب لنا المتاعب ونصحنا بالمغادرة وترك المكان.
نقلا عن جريدة الشروق الجزائرية