إقصاء 75 جزائريا من حج 2010 بعد نجاحهم في القرعة

أقصت اللجان الولائية لمراقبة الصحة البدنية والعقلية للحجاج 75 فائزا في قرعة الحج بسبب اكتشاف إصابتهم بأمراض خطيرة وتعقيدات صحية واضطرابات عقلية يمنع أصحابها من الانتقال إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج، من بينهم عشرات المصابين بمرض القصور الكلوي وأمراض القلب وسبعة نساء حوامل وتسع مسنين يعانون من اضطرابات عقلية ونفسية حادة .

وكشف أمس، بربارة الشيخ المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة في تصريح لـ "الشروق اليومي" أن غربلة المرشحين للحج وصلت إلى سحب الأهلية الصحية البدنية والعقلية لأكثر من 75 مرشحا فازوا في قرعة حج موسم 1431 هجري ببلديات الوطن، حيث سحبت منهم الدفاتر الصحية للحاج وحرر الأطباء المسؤولون على اللجان الولائية المعنية تقارير مفصلة عن حالات الأشخاص المقصيين أُبرقت نسخا منها للديوان الوطني للحج والعمرة ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف ووزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأحصت اللجان الولائية المكلّفة بفحص36 ألف حاج جزائري والتأكد من أهليتهم الصحية والعقلية سبع نساء حوامل في أسابيعهن الأخيرة من الحمل فزن في قرعة الحج، وكن بصدد التحضير للانتقال إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج رغم خطورة الإجهاد والإرهاق على وضعيتهن الصحية، كما أقصت اللجان الولائية 59 مسنا من المسنين الفائزين في قرعة الحج المصرّين على أداء مناسك الحج رغم الأمراض الخطيرة التي يعانون منها كأمراض القصور الكلوي وأمراض القلب، ما يتسبب في معاناة حقيقية بالنسبة لهم ولذويهم المرافقين لهم وللبعثة الطبية التي عوض أن تسهر على صحة وراحة 36 ألف حاج يقتصر دورها في مرافقة مرضى القصور الكلوي في الذهاب والإياب يوميا إلى مستشفيات المملكة لأداء عملية تصفية الدم وما شابهها من العلاجات التي تتطلب المتابعة اليومية.
وكما اكتشفت اللجان الطبية تسع حالات لمسنين مصابين باضطرابات عقلية ونفسية حادة رغم تحذيرات الديوان الوطني للحج والعمرة بعدم تسجيل المصابين باضطرابات عقلية في قرعة الحج، نظرا لعدم أهليتهم العقلية لأداء المناسك خاصة بعد إثارة العديد منهم للمشاكل والفوضى بالبقاع المقدسة خلال المواسم المنقضية، ما اضطر لإعادة نقلهم إلى أرض الوطن قبل انقضاء فترة الحج، كما مددت اللجان الولائية عملها إلى غاية نهاية الشهر الجاري قصد فحص جميع الفائزين في القرعة حتى المتأخرين منهم، ومن تعذر عليهم الالتحاق بمراكز الفحص الولائية خلال الآجال المحددة مسبقا .
وتخضع اللجان الولائية المشكّلة من أكثر من 500 طبيب في جميع الاختصاصات في مقدمتهم أطباء الأمراض العقلية لإجراءات إدارية محكمة قصد منع المحاباة، حيث يتوزع الأطباء المنتقون بعناية على مختلف ولايات الوطن لفحص 36 ألف حاج فحصا دقيقا و تشخيص كل حالة على حدا وفق معايير صحية مضبوطة وصارمة للكشف عن كل الحالات المرضية وإعداد تقارير مفصلة عن كل حاج مصاب بمرض خطير تضمنّته القائمة الحمراء للأمراض التي يمنع أصحابها من الحج .
وأدرجت لجنة خاصة على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات 20 مرضا وتعقيدا صحيا يمنع عن المصابين بها أداء فريضة الحج لموسم 2010، وإن أفرزت القرعة على مستوى البلديات أسماءهم حيث تضمنت القائمة ثمانية أنواع من أمراض القلب والشرايين وأربعة أمراض عقلية تمثل مختلف أنواع الانهيارات العصبية الحادة والجنون، بالإضافة إلى الأمراض التنفسية الحادة المزمنة ومرض القصور الكلوي .
ويخضع جميع الحجاج الجزائريين لفحص نفسي عقلي معمق من قبل أطباء في الأمراض العقلية قصد التأكد من أهلية الحاج ووضعيته النفسية والعقلية بدقة تفاديا لتسجيل حالات انتحار مماثلة للحالات التي تم تسجيلها السنة الماضية بالبقاع المقدسة، بسبب انهيارات عصبية لحجاج جزائريين، فضلا عن اضطرار الديوان الوطني للحج والعمرة لترحيل13حاجا من الأراضي المقدسة مصابا بأمراض عقلية قبيل انطلاق الشعائر خلال مواسم الحج السابقة .